الأحد، 8 مايو 2016

راهن اللغة العربية ورهاناتها.

راهن اللغة العربية ورهاناتها.

د. الحسين أيت مبارك
كلية اللغة العربية
مراكش- المغرب.

يقف المتأمل في تاريخ العرب والعربية على بعض حلقات الرفض والتمرد، وتستوقفه لحظات حاولت فيها بعض الأصوات الإخلال بلغة العرب وإذلالها.
إن للعربية شؤونا تزهر في الضمير وشجونا تتلاحق في الخلد وصورا متعددة تتزاحم في الذهن، وهي في تعددها يوحدها هم واحد هو ضرب العربية وإنزالها منزلة غير لائقة، أقربها هذه الدعوات المتكررة والمستميتة إلى إحلال العامية محل الفصحى تحت ذرائع واهية وواهمة، وليس أقلها تلك الصور النمطية الراسخة في الوعي الغربي والعربي معا عن العربية وأهلها.
ولا أخفي أن هاجس الكتابة عن اللغة العربية لم يبرح مكمنه من صدري منذ زمن قاص، حتى استفز هذا الكمون ما تشهده بلادنا من استشراء روح الإزراء بلغة الضاد، وهي لسان خطاباتنا، وأيقونة هويتنا، وعنوان القداسة والنفاسة.
بسبب من هذا التيار الجارف الذي أنتج أحكاما وأوهاما رُتَّبت على نيات مبيتة وجهل مبين، حاولت أن أنتحل لهذه المقالة رخصا تسوغ الخوض في موضوع العربية، وتؤمل الاستجابة لمثير قوي يلتحم بمشكلاتها حالا ومآلا.
فكيف هو واقع العربية؟ وما هي رهاناتها؟ وما هي الأساطير المؤسسة لسياسة هدمها؟ وما هي العوامل الفاعلة فيها سلبا؟ وما مواطن قوتها؟ وما موقعها في وعي الناطقين بها؟ وهل انتهى زمن صلاحيتها؟ وإلى أي مدى تستجيب لمستجدات الحياة المعاصرة؟
أسئلة من أخرى كثيرة لا ندعي الإجابة عنها، وإنما نساحل يَمَّها العامر ونسائل هَمَّها الغامر، ونستحث كل من ينطق فيه جرح الكبرياء وتجول في شرايينه دماء الأنفة والإباء أن يقاسمنا هذا المسعى الجليل.
وقد ضَمَّنتُ هذه المرافعة ثمان حُجَجٍ:
أولها: اللغة العربية وسؤال الثبات والتحول:
تعد اللغة العربية من أكثر اللغات ثباتا في العديد من وجوهها وخاصياتها النحوية والصرفية والنطقية، بل في كثير من مفرداتها وعباراتها، وليس أدل على ذلك من قلة معاجمها، ومعلوم أن الحركية التي تشهدها صناعة المعاجم تعد أيقونة للتغير السريع الحاصل في اللغات الأخرى. أضف إلى ذلك أن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، وهو الدستور السماوي الأخير الموجه إلى البشر كافة، فتعهد الخالق عز وجل بحفظه على مدى الزمن. أما تعايشها وانسجامها مع الألسن والثقافات الوافدة، فينم عنه حسن استضافتها لتلك اللغات بصهرها في نسق العربية حتى تنسلك في قوالبها وتتلبس بصورتها المشرقة.
ومع كل ذلك، فإن العربية لم تثبت على صورة واحدة ووحيدة، بل اعتورها التغيير وتعاورتها التحولات، وارتهنت بمبدأ التطور وراهنت عليه، وتصديق ذلك قول أبي عمرو بن العلاء"اللسان الذي نزل به القرآن، وتكلمت به العرب على عهد النبي صلى الله عليه وسلم عربية أخرى غير كلامنا هذا".(1)
ويستبد بنا السؤال هنا: أيعني هذا أن كلام القوم على هذا العهد أقل شأنا من نظيره على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ أم أن الكلام وإن اختلفت مشاربه قد اتفقت مراتبه؟
ومهما يكن من أمر، فإذا كان هذا حال العربية في ذلك الزمن المتقدم، فكيف سيكون حالها بعد أن تطاول بها العهد وتراخى الزمن وتعاقبت الانكسارات على أمة العرب واستكانت لغتها للشوائب؟
ثانيها: منطق الهيمنة ورهان اللغة:
تلاقحت خواطر المستشرقين وتلاحقت هممهم من أجل إقناع أهل العربية أن لغتهم تأباها مقاسات العصر وتنبذها نواميس الحداثة، فانسحب على أذيالهم –بوعي أو بغيره- جمع غير قليل من المشارقة والمغاربة ممن لم يعدم مسوغات وذرائع للإقناع بهذا الزعم الزائف.
وليست الدعوات التي تستفرد بالمعترك اليوم، وتنشد الانتشار والهيمنة غير مثال لأصوات خافتة متعددة وممتدة في الزمن باء سعيها بالضياع في زحمة الأصوات المستمسكة بلغتها والمستقوية بدينها.
وربما يعود الفضل في صمود العربية إلى كتاب الله وسنة رسوله وما يقتضيانه لتمثلهما وتجنب الضلال في الشريعة من معرفة نافذة بالعربية، لأن "أكثر من ضل من أهل الشريعة عن القصد فيها، وحاد عن الطريقة المثلى إليها، فإنما استهواه واستخفَّ حِلْمَهُ، ضُعْفُهُ في هذه اللغة الكريمة الشريفة، التي خوطب الكافةُ بها"(2).
يشف هذا النص وغيره عن معضلة حقيقية مردها إلى ابتعاد العربية عن زمن السليقة، ما يطرح ضرورة مراجعتها واستظهار قواعدها وقوالبها. ولا يكاد يخلو كل عصر تلا الجاهلية والإسلام من مشكلات تتصل باستعمال العربية نطقا وكتابة، حتى إن ابن خلدون وهو يرصد أحوال العرب وشؤون العربية في بداية القرن الهجري التاسع (9 هـ)، يقرر أن العربية قد شارفت على النهاية والاندثار لولا اتصَالُهَا بالكتاب العظيم والحديث الشريف،  واشتغالُ كثير من الخلق بها. وقس على ذلك نهاية هذا القرن ذاته، وما شهدته العربية من اندحار بعقب سقوط آخر المعاقل والثغور الإسلامية بالأندلس وهي غرناطة.
واللافت أن كثيرا من المصادر التراثية المهمة تدين بإنشائها إلى الأوضاع المزرية التي جثمت على صدر اللغة العربية، منها: "منهاج البلغاء وسراج الأدباء"، الذي كان نأيُ الناس عن منبع اللغة وصَدُّهُمْ عن مهيع الشعر سببا رئيسا في تحفيز حازم القرطاجني على إنشائه، دون إغفال ابن منظور الذي يترجم – في رسالته- عن إحساس ممض، إذ يقول: "تنافس الناس في تصانيف التُّرْجُمانات في اللغة الأعجمية، وتفاصحوا في غير اللغة العربية، فجمعت هذا الكتاب في زمن أَهْلَهُ بغير لغتهم يفخرون، وصنعته كما صنع نوح الفلك وقومه منه يسخرون، وسميته لسان العرب"(3).
وفي زمن غير بعيد عن زمننا كانت لغتنا عرضة للتآمر من قبل دعاة التعجيم وكتابة العربية بحروف لاتينية، فضلا عن دعاة الكتابة بالعامية.
وقد كانت الجرائد –في بداية القرن العشرين- هي مجلى هذه الظواهر، إذ كانت تموج بصنوف من الدعوات الصادرة عن القوى الاستعمارية الساعية إلى تسفيه وتشويه اللغة العربية ووسمها بالتخلف. وقد انبرت ثلة من الغيورين على العربية تنتقد هذه الأوضاع، وترافع عن العربية ضدا على أمثال مستر ويلمور الإنجليزي الذي هاجم لغة الضاد، وهو الذي ينعم بخيرات أهلها ويعيش بين ظهرانيهم، إذ كان قاضيا بمحكمة الاستئناف الأهلية بالقاهرة "فألف كتابا عن لغة أهل القاهرة العامية سنة 1902م، ودعا دعوة واسعة لاتخاذ العامية لسانا للأدب والعلم، وأحدث ذلك رجة عنيفة في مصر والبلاد العربية، وتصدى له حماة العربية"(4).
وما أشبه اليوم بالبارحة، إذ نواجه سيلا جارفا من الدعوات المناوئة للعربية، آخرها أطروحة نور الدين عيوش وأضرابه وأترابه. فلئن كان النقد الثقافي قد فطن إلى لعبة ترويض الجمهور من خلال مقولة الإمتاع التي سُخَّرت من أجل ترسيخ أنساق مهيمنة تحمل من العيوب أكثر مما تمنحه من جمال، فإن دعاة إحلال العامية محل الفصحى أيضا، يتحصنون بمقولة التواصل ويتذرعون بسهولة التبليغ – في سعي ماكر- لإيهام الجمهور وضمان  إذعانه وإذلاله معا.
وبصرف النظر عن الخلفيات الثاوية وراء هذا التاريخ الطويل الذي تترابط حلقاته وتتحد أهدافه في نسف العربية الفصحى، ومعها محمولها الثقافي والحضاري، فإنه يجسد المقولة الخلدونية التي تفيد بان غلبة اللغة بغلبة أهلها، ويواطئه ابن حزم على مذهبه قائلا: "فإن اللغة يسقط أَكْثَرُهَا، وَيَبْطُلُ بسقوط دولة أهلها، ودخول غيرهم عليهم في مساكنهم، أو بنقلهم عن ديارهم واختلاطهم بغيرهم، فإنما يقيد لغة الأمة وعلومَها وأخبارَها قوةُ دولتِها، ونشاطُ أهلها وفراغهم.
 وأما من تَلَفَتْ دولتهم، وغلب عليهم عدوهم، واشتغلوا بالخوف والحاجة والذل وخدمة أعدائهم، فمضمون لهم موت الخواطر، وربما كان ذلك سببا لذهاب لغتهم، ونسيان أنسابهم وأخبارهم..."(5).
ولئن كنا نسلم برسوخ منطق الهيمنة في القدم، فلا شك أن العولمة قد أنتجت مفاهيم تسند هذا المنطق وتقويه، وتفتق مفهوم القطب المركزي والسيادي لمحو الهويات ومحق المقومات الشخصانية للقوميات الصغيرة والضعيفة، ومنها الأمة الإسلامية العربية، كما تتغيى تكريس هيمنة النموذج العالمي الوحيد من حيث قيمه وثقافته وأسلوبه في الحياة ونمطه في العيش، وطبعا فإن اللغة هي المعبر الآمن لتحقيق كل ذلك.


ثالثها: تنافذ الألسن وأثره في اللغة العربية:
استقطبت لغة القرآن الكريم لغات القبائل العربية التي بلغت خمسين لغة. إلا أنها ظلت في نطاق النمط الأعلى من الفصاحة والبيان.
أما اللغة العربية اليوم بالمغرب فتعاني من ازدواجية التعبير بل وأكثر، إذ زاحمتها لغات ولهجات أخرى، ذلك أن كثيرا من المغاربة يتحدث اللغة العربية  والعامية والأمازيغية فضلا عن لغة واحدة إضافية على الأقل (الفرنسية – الإنجليزية – الإسبانية)، الأمر الذي يؤثر في النمط التعبيري والصياغات اللغوية، لأن البعض يفكر بلغة ويكتب بأخرى، أو ينجز ترجمات حرفية. فلا غرابة أن تتسلل كثير من الصيغ التعبيرية الأجنبية أو العامية إلى اللغة العربية، حسبنا أن نذكر بعض النماذج التمثيلية التي أنفقها الشيوع والتداول:
العربية
الفرنسية
الاشتغال على
Travailler sur
في ضوء
Dans l'optique de
من طرف
De la part de
هذا الأخير
Ce dernier
لا جديد تحت الشمس
Rein de nouveau sous le soleil
يصطاد في الماء العكر
Pécher on eau trouble
لعب دورا
Jouer un rôle
موجة من التوقيفات
Une vague d'arrêstation
ناطحة السحاب
Gratte ciel
بعضهم البعض
Les uns les autres
أعطى الضوء الأخضر
Donner le feu vert
وزير بدون حقيبة
Ministre sans porte-feuille
محلول مائي
Solution aqueuse
قفزة نوعية
Un saut spectaculeur
العامية
العربية
تستند على
تستند إلى
مع الساعة العاشرة
على الساعة العاشرة
تتعرف على
تتعرف ب
الحاصول وما فيه
حاصل الأمر
يمدح في سعاد
يمدحها
سبَّبَ في هجاء فلان
تسبب في هجائه
خاصم الوشاة بينه وبين فلان
أوقع الوشاة بينهما
افتراقه مع محبوبته
انفصل عن محبوبته
على أمل التكلم وللمصالحة معه
أملا في حصول الصلح بينهما
البحث عليه
البحث عنه
العفو عليه
العفو عنه
كثَّروا من القيل والقال
أكثروا منه
عنده ما يقول ليقوله
لديه ما يقول أو ما يضيف
ويزيد الأمر تعقيدا ما نشهده في قاعات الدرس ومدرجات الجامعات من نزوع إلى إعمال العامية في سياق تدريس الفصحى أدبا ونقدا وبلاغة ونحوا... ما يخدش جماليتها ويعوق رهان تلقيها بقبول حسن، دع عنك هذا الكم الغزير من الإذاعات التي اتخذت من العامية منفذا إلى التواصل، وكذلك الشأن بالنسبة لبعض وسائل الاتصال المرئية والمقروءة.
رابعها: صورة اللغة العربية في مخيال أهلها:
لا شك أن للغة العربية صورة مخصوصة في أذهان أهلها، نستطلع تفاصيلها من أحاديثنا اليومية ومن الإعلام والنكت الشعبية والسينما، وغيرها من الوسائط التثقيفية والتواصلية.
فالعربية صارت علامة على التخلف، ومدرس اللغة العربية أضحى في المخيال الشعبي وفي مخيال الفرنكفونيين رمزا من رموز البلادة، وموضوعا أثيرا في صناعة النكتة، كما أنه معادل ذهني لأيقونة بصرية أساسها غرابة السمت وتنافر الألوان وكاريكاتورية الشكل إجمالا. ويبدو أن الأعمال السينمائية والتلفزية وغيرها قد تشبعت بهذه الصورة وآمنت بها وكرستها، نذكر من جملتها بعض السلسلات التلفزية والشريط السينمائي المصري "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة"، الذي يجسد فيه البطل شخصية مدرس العربية الذي يفتقد إلى التناسق، إذ يظهر ببزة متنافرة الألوان، وشخصية باعثة على الضحك، علاوة على افتقاده للذوق الفني وللرؤية الجمالية للعالم، ولاسيما حين يطلب من المطربة أن تكف عن التغني بالحب، لتتغنى بدلا من ذلك بالبيت الذي اشتهر في كتب البلاغة بتنافر أصواته:
وقبر حرب بمكان قفر
 

وليس قرب قبر حرب قبر.


خامسها: الخصائص الذاتية للغة العربية:
نود الحديث هنا عن بعض الخصائص الذاتية التي تميز اللغة العربية، دون أن يعني ذلك تفضيلها على اللغات الأخرى، لأن وجوه التفضيل –بحسب ابن حزم- تتصل بعمل أو سند نصي، "ولا عمل للغة، ولا جاء نص في تفضيل لغة على لغة". (6).
أتصور أن المقام لا يسمح باستقصاء خصائص العربية، وإنما أكتفي بالإشارة المقتضبة إلى بعض وجوهها، لأن جهود العلماء قد كفتنا مشقة الاستقصاء، والحال أنهم أجمعوا على اشتقاق العرب بَعْضَ كلامها من بعض، حتى إنهم أخضعوا المنقول للنسق العربي "كما فعلوا في لفظ هندسة فاشتقوا منه فعل هندس واسم الفاعل مهندس، وكذلك نسبوا إلى الاسطرلاب فوضعوا الاسطرلابي" (7).
ونشير أيضا إلى أن الإعراب من القيم المضافة للعربية، ناهيك بالاتساع المبهر في أنماط التعبير في صورة الأضداد والمترادفات، دع عنك تعدد الأبنية والصيغ والجموع وغيرها.
نضيف إلى ذلك أن للعربية قدرة فائقة على التفريق بين الحالة النفسية والحالة المادية بتغيير طفيف في بنية اللفظ، وقدرة أيضا على التمييز بين الحالات الدقيقة من قبيل الجلوس والقعود، والسب والشتم، والتحسس والتجسس (الأول في الخير والثاني في الشر)، أو بين البكاء والبكى (إخراج الدمع والصوت معا أو إخراج الدمع فقط)... و"تكاد اللغة العربية تنفرد عن اللغات الحية الأخرى بخصيصة جديرة بالتنويه، وإن تكن قد خفيت زمانا على الكثيرين شرقيين وغربيين: تلك هي وفرة الألفاظ الدالة على الشيء منظورا إليه في مختلف درجاته وأحواله ومتفاوت صوره وألوانه: "فالظمأ، والصدى، والأوام، والهيام، كلمات تدل على العطش، إلا أن كلا منها يصور درجة من درجاته: فأنت تعطش إذا أحسست بحاجة إلى الماء، ثم يشتد بك العطش فتظمأ، ويشتد بك الظمأ فتصدى، ويشتد بك الصدى فتؤوم، ويشتد بك الأوام فتهيم. وإذا قلت إن فلانا عطشان فقد أردت أنه بحاجة إلى جرعات من الماء لا يضيره أن تبطئ عليه. أما إذا قلت إنه هائم فقد علم السامع أن الظمأ بَرَّح به حتى كاد يقتله (...).
وواضح أن هذه الخاصية العربية، خاصية التلوين الداخلي الذي كأنما يرسم للماهية الواحدة، بالأطياف والظلال، صورا ذهنية متعددة، تغنينا باللفظ الواحد عن عبارة مطولة نحدد بها المعنى المقصود، وتجعلنا نقول عن المشرف على الموت عطشا أنه "هائم" حين لا يستطيع الفرنسي مثلا أن يؤدي هذا المعنى إلا في ثلاث كلمات، إذ يقول: "مائت من الظمأ" (mourant de soif) أو في سبع كلمات ليكون المعنى أوضح، فيقول: "على وشك أن يموت من الظمأ" (sur le point de mourir de soif) (8).
ودرءا للإسهاب نردد مع د.عثمان أمين أن هذه بعض "خصائص الفلسفة الكامنة في طبيعة اللغة العربية: المثالية الميتافيزيقية، والحضور الجواني، وصدارة المعنى، والإعراب والإبانة، ورسم الظلال والألوان والحرص على الإيجاز والتركيز مع دقة التعبير، والدعوة إلى الحركة والاتجاه إلى القوة وتوخي الوعي والفهم قبل النطق والسمع والكتابة" (9).
سادسها- اللغة العربية وعاء لمحمول ثقافي وحضاري:
لا يمكن التعامل مع أي لغة بعيدا عن كونها وعاء لمحمول ثقافي وحضاري، إذ اللغة عاجزة عن التوصيل بذاتها ما لم تُدَعَّم معرفيا وثقافيا. وقد أحس اللغويون والفلاسفة وعلماء النفس وغيرهم بهذه المشكلة، وبخاصة في سياق الإقرار بأن قواعد النحو وحدها لا تكفي لصناعة المعنى، ولا تكتمل الجملة بمجرد احترامها لهذه القواعد، وإنما بالدلالات التي تحملها أيضا فإذا قلنا مثلا: أكل الحائط الليمونة أو لبست الدراجة القطة لا نشك في سلامة الصياغتين نحويا، ولكنها تفتقد إلى الدلالة، أو ما يسمى بالإفادة، أي أن تكون قابلة للفهم وتحقيق التواصل.
إن اللغة حينما تخرج من حيزها المفهومي المجرد، لتنخرط في التداول تعدم استقلاليتها، وتنسلك في مجموعة من العمليات، أبرزها:
1- أن تنفتح على الأعراف والعادات والتقاليد الاجتماعية.
2-  أن تعكس العمق الحضاري لانتمائها.
3- أن تتشبع بالوعي الثقافي السائد.
4- أن تنشر عن الظلال النفسية للناطق بها.
5- أن تنفتح على لغات وثقافات أخرى في سياق التنافذ أو التأثير والتأثر. 
بهذا المقتضى التداولي، تتخطى اللغة ماهيتها اللسانية المؤسسة على قواعد مخصوصة وأنظمة افتراضية إلى أن تشف عن المسارب النفسية (المضمون النفسي الناتج عن الفهم الفردي)، والمسارات الاجتماعية والدينية والسياسية والحضارية وغيرها. أي ما يمثل الفهم المشترك للجماعة اللغوية (المضمون المنطقي).  
واللافت أن دور اللغة قد تسامى وتنامى في مجتمع الإعلام والمعلوميات وفي نظم الذكاء الاصطناعي، لكونها الوجه الذي يسفر عن الثقافة، والقادر على ممارسة التأثير في القيم والسلوك وفي كل مناحي الحياة. فلو قمنا بمقارنة بسيطة بين مجتمعنا الآن ومجتمع ما قبل عشرين سنة فقط، لأذهلنا ما لثورة المعلوميات والإعلام من دور خطير في تدجين الناس، وفي الإزاحة والإحلال والهدم والبناء، وفي تغيير بعض القيم وتعديل بعضها الآخر، والتشويش على نظرتهم للحياة والأشياء (10).
سابعها- قدرة اللغة العربية على المسايرة والمواكبة:
يثار السؤال عن العربية في زمن اتساع دائرة العلوم وتشعب مصطلحاتها: هل هي قادرة على المواكبة واستيعاب المعاني العلمية والفلسفية المستجدة؟ ولاسيما أن المعاجم المعروفة (العين- اللسان- القاموس المحيط- الصحاح- المحكم والمخصص...) كانت خلوا من المصطلح العلمي، الأمر الذي وجه شطرها انتقادات كثيرة، يقول محمد سويسي: "ولكن هذه المعاجم سائرها أعرضت إعراضا تاما عن الألفاظ الاصطلاحية ما كان نحويا منها أو فلسفيا أو فقهيا تشريعيا، ولا تجد فيها أثرا يذكر للمصطلحات العلمية الحسابية" (11).
غير أن العربية أبانت في إبان انفتاحها على لغات وحضارات أخرى عن قدرتها على الاستضافة والاستيعاب والتطويع، إذ صهرت في نسقها كثيرا من الألفاظ العلمية المنقولة عن اليونانية والهندية والسنسكريتية وغيرها، وذلك بفضل رجال من قبيل، الحجاج بن مطر وحنين بن إسحاق وخبيش بن الحسن وثابت بن قرة الحراني والحسن بن سهل وغيرهم كثير.
ولاغرو، فقد "كان من أمهر النقلة في العصر العباسي من كانت ثقافتهم سريانية أو أرامية أو فارسية أو هندية، ومنهم حنين بن إسحاق وثابت بن قرة وقسطا بن لوقا البعلبكي، وأكثر ما نقلوه من اليونانية والسريانية، ومنهم محمد بن إبراهيم الفزاري ناقل كتب الهيئة والفلك من الهندية، وغيرهم ممن ذكر ابن النديم في فهرسته وحجي خليفة في كشف الظنون وابن أبي أصيبعة في طبقات الأطباء...وهؤلاء وضعوا من المصطلحات ما لم يجدوا بدا من وضعه وأدمجوها في متن اللغة" (12).
إذا كان هذا حال العربية في أول اتصالها بالثقافات الأجنبية، فهل يعييها الآن تعريب الوافد وإخضاعه للنسق العربي مهما كثر وتنوع؟ نستطيع أن نجترح الإجابة مما يشهد به مكتب تنسيق التعريب بالرباط، ومجامع اللغة العربية المنتشرة في جغرافية الوطن العربي، فضلا عما رسخ في وجداننا من عشق لهذه اللغة، وإيمان بإمكاناتها، ذلك أنها ليست لغة أدب وبيان فحسب، بل هي أيضا لغة علم وفلسفة بدليل ما خرج من رحمها من مؤلفات عظيمة في الطب والرياضيات والكيمياء والفلك وغيرها.
ثامنها- الإجراءات الكفيلة بإحياء ذَمَاءِ العربية وتجديد دِمَائِهَا:  
إن الوعد بخلود الكتاب العزيز وعد بخلود اللغة وصمودها لأنها لسان خاتمة الرسالات. ومن العيب أن ننادي بوأدها في عنفوان شبابها، وأن نغتالها، والمحافل الدولية لا تنفك تعتمدها لغة رسمية، وعدد الناطقين بها في تزايد، فإسبانيا القديمة هجرت لغتها الأم- بشهادة المؤرخين- واشتغلت بالعربية وآدابها على نطاق واسع. وفي عصرنا الحالي أحلت المملكةُ المتحدةُ العربيةَ محلا أرفع من لغات عالمية كثيرة كالفرنسية مثلا وأنشأت إسرائيل أكاديمية لتعليم اللغة العربية، وهلم جرا...  
أفلا تستحق منا هذه اللغة- ونحن أهلها- الاحتفاء كله وغاية العناية، أم أن مطرب الحي لا يطرب؟
لامناص-إذن- من الشروع في جملة تدابير وإجراءات لإحياء ذماء العربية وتجديد دمائها، نذكر منها:
1- بمقتضى التسليم بأن حاضر العربية بخلاف ماضيها، إذ لم تعد لغة تخاطب في المجتمعات العربية التي تداخلت فيها الفصحى مع العاميات المختلفة. ونظرا إلى تميزها بالاشتقاق والقلب المكاني وغيرها من الظواهر، كان لزاما على المدرس والمربي أن ييسر تعلم اللغة العربية بتيسير الضبط والشكل بوصفه جزءا من الحرف ومن بنية اللغة إجمالا، أملا في أن يتمثل المتعلمون لغتهم في مختلف تلويناتها وتصاريفها.
2- إحداث مكتبات بالمدارس ومكتبات بالأحياء، وتهييئ أجواء محفزة على القراءة، مع دعم التأليف والنشر. 
3- الاستعانة بالوسائل البيداغوجية المرئية، المصوغة بالفصحى لتكون محايثة للدرس.
4- توجيه الإعلام حتى يعمل على التكثيف من المواد المنطوقة بالفصحى من برامج تسجيلية وثقافية وإخبارية ورسوم متحركة وأفلام ومسلسلات وغيرها.
5- التأطير الفعال والتكوين المستمر للمدرسين والمدرسات (الابتدائي- الإعدادي- الثانوي) بالجامعة أو مراكز التكوين والمراكز الموازية...
6- من دلائل حياة اللغة تطوُّر ألفاظها وتحولها. ولا يخفى أن الأمة العربية من أقل الأمم اهتماما بصناعة المعاجم.
ترتيبا على ذلك، لابد من النهوض بهذا الأمر لوضع تطور اللغة في محك الاختبار، ورصد المجالات المغيبة في المعاجم الموروثة كالمجال العلمي والتقني ومجال الفنون...(13)
7- تدريب التلميذ والطالب على استعمال المعجم، بل وجعله أداة مركزية من أدواته (بمعنى أن نطالبه بتوفير معجم مثلما يوفر لوحة أو قلما ودفترا وغير ذلك).
8- تصحيح النظرة التحقيرية لشأن العربية مع اعتمادها في مختلف التعاملات المؤسسية تفعيلا لمسألة رسميتها في كل الأقطار العربية.
9- عدم اقتصار الشواهد في تعليم علوم اللغة (من نحو وبلاغة وغيرهما) على النمط الأعلى من التعبير كالشاهد القرآني والشعري، وإنما ينبغي المراوحة بينها وبين شواهد من الكلام المألوف، وبين الشاهد التراثي والحداثي.
10- شمول التعريب للتعليم الجامعي، ولنا في الأنموذج السوري مثالا يحتذى، من حيث تعميم التعريب لينسحب على جميع التخصصات، بما فيها العلمية والتقنية، حتى إن الطالب السوري أثبت تفوقه وتميزه حينما يتحول إلى الجامعات الأوروبية والأمريكية لاستكمال الدراسة.
11- تشجيع الترجمة التي تعد رافعة أساسية لنهضة الأمم. والأرقام المعلنة في العالم العربي تستدرجنا إلى تجديد التأمل في وضعية مخجلة، ولا تقارن بأضعف دولة من الدول الغربية.
12- ربط اللغة العربية بشؤون الحياة وثقافة التداول.
حلقة أخيرة من الحلم:
بين دفع العربية إلى الهاوية، والدفاع عنها بوصفها رمزا للهوية، تلتزم الجهات المسؤولة ومعها المجامع والجامعات والمجتمعات حيادا سلبيا.
لطالما تلقى العربي الأصيل دعوات محقرة لشأن لغته، فأنف واستنكف، وتعبأ لاختبار مضمرات الادعاء واستبار عنفوان لسانه بنية وأداء. ولا تعدو هذه الأسطر أن تكون همسا حارقا يؤمل استنهاض همم فحول متحفزة، وتفتيق قرائح وعقول أقدر على بيان علو شأن العربية وسمو قدرها.
هوامش وإحالات:
1- طبقات فحول الشعراء-محمد بن سلام الجمحي- قرأه وشرحه أبو فهر محمود محمد شاكر- مطبعة المدني- مصر- د. ط- د ت- ص: 10.
2- الخصائص- ابن جني- تحقيق محمد علي النجار- دار المهدي- بيروت – ط 2- د.ت- ج 3- ص: 245.
3- لسان العرب- ضبط نصه وعلق حواشيه: د. خالد رشيد القاضي- دار صبح/ إديسوفت- (بيروت/ الدار البيضاء)- ط 1- 2006 م- ج 1- ص: 9.
4- حافظ وشوقي وزعامة مصر الأدبية –د. شوقي ضيف- مجلة فصول- مجلد 3- عدد 2 (يناير – فبراير- مارس) 1983 م (عدد خاص بشوقي وحافظ)- ج 2- ص: 158-159.
5- الإحكام في أصول الأحكام- ابن حزم الظاهري الأندلسي، دار الكتب العلمية بيروت – لبنان، د ط، د ت، مجلد 1، ص: 34. 
6- م. نفسه- مج 1- ص: 35.
إن المفاضلة بين اللغات أمر ناتج عن عدم مراعاة عمقها الإنساني، وقد طرأ هذا الأمر في الثقافة العربية على العهد العباسي نتيجة للسجال الحضاري والجهل بطبيعة اللغات، فترتب عنه إعمال العنصر العرقي، والخلفية الثقافية، فاستبد الاعتقاد بأفضلية لغة العرب على سائر اللغات، فانتصر لها الجاحظ (الحيوان- تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون-مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده- مصر- ط 2- 1965- ج 1- ص 72 وص 74-75).
وجزم ابن سنان الخفاجي بأفضليتها وفرادتها (سر الفصاحة- صححه وعلق عليه: عبد المتعال الصعيدي- مطبعة محمد علي صبيح وأولاده- مصر- د. ط- 1953م- ص: 49)، وكذلك فعل ابن الأثير (المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر- قدمه وحققه وعلق عليه: د. أحمد الحوفي ود. بدوي طبانة- مطبعة نهضة مصر- الفجالة- القاهرة- ط 1- 1959 م- ج 1- ص: 85+ ص: 406). أما التوحيدي فيتساءل: هل هناك أحسن من بلاغة العرب؟ (المقابسات- حققه وشرحه: حسن السندوبي- المطبعة الرحمانية- مصر- ط 1- 1929م- ص: 293).
وأَبَرَّ عليه العسكري بتصنيف كتاب خاص وسمه ب "التفضيل بين بلاغتي العرب والعجم".
والواضح أنهم يجسدون صورة من صور التعلق بالمطلق وضرب مبدأ القول بنسبية القيم الثقافية، حين أسسوا قانونا للتفاضل المعياري غير المتكافئ، وأضربوا عن البعد الإنساني الشمولي.
7- اللغة العربية في مواكبة التفكير العلمي أو من وحي مجلة المباحث التونسية –د. محمد سويسي- دار الغرب الإسلامي- بيروت/لبنان- ط 1- 2001 م- ص: 18.
8- فلسفة اللغة العربية- د. عثمان أمين- الدار المصرية للتأليف والترجمة – (المكتبة الثقافية: 144)- مكتبة مصر- الفجالة- القاهرة، د ط- 1965 م- ص: 58-59.
9- م. نفسه- ص: 104.
10- أنظر إلى المرأة القروية، مثلا، التي تخلت عن كثير من حيائها ووقارها لتمتطي صهوة أحلامها، وتجعل من الآخر النموذج الأثير، والحقيق بالمحاكاة، وهو أيضا معبرها إلى التحول والبحث عن وضع جديد.
ومن باب الطرافة، ومن مدخل الإقرار بتأثير التحولات الثقافية، كنت في زمن الطفولة أتصور-مثلا- أن ارتياد المقاهي مخل بالأخلاق، فلم أتلبث إلا بضع سنين حتى استويت في طليعة مرتاديها ومريديها.
11- اللغة العربية-محمد سويسي- ص: 13.
12- م. نفسه- ص: 17.  
13- عندما نقول إن الأمة العربية من أقل الأمم اهتماما بصناعة المعاجم، فتلك نتيجة تفضي إليها المقارنة بالثقافات الأخرى، وإلا فإن العالم العلامة المرحوم أحمد الشرقاوي إقبال أحصى في كتابه الفريد "معجم المعاجم" (1500) معجم ألفه العرب.
معجم المعاجم (تعريف نحو ألف ونصف ألف من المعاجم العربية التراثية)، أحمد الشرقاوي إقبال، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، ط 1، 1987م، (الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر).  
ولا بد من الإشارة أيضا إلى الجهود الكبيرة التي بذلها مكتب تنسيق التعريب بالرباط؛ إذ على امتداد أحد عشر مؤتمرا، تمت المصادقة على أزيد من تسعين (90) معجما، تضم نحو مائتي ألف مصطلح باللغات الفرنسية والعربية والإنجليزية. شملت هذه المعاجم مجالات فنية وعلمية مختلفة كالبترول والبيئة والزراعة والفلاحة والصحة وجسم الإنسان وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا وعلم التربية والفلسفة وغيرها كثير.
غير أن مواكبة ما يستجد يوميا عبر العالم من مصطلحات (والتي تراوح ما بين خمسين (50) ومائة (100) مصطلح) يظل أمرا عسير المنال. يقول عبد العزيز بن عبد الله: "إن الحضارة العلمية تقذف في كل يوم بما يتراوح بين خمسين ومائة مصطلح جديد إلى ساحة التداول العلمي". "المعاجم الحديثة العامة والمختصة، من كتاب تنمية اللغة العربية في العصر الحديث"، دراسات الملتقى الرابع لابن منظور، وزارة الشؤون الثقافية، تونس، 1978، ص: 125. نقلا عن "معاجم اللغة العربية وصناعة التعليم والتعريب والترجمة"، د. هدى سالم آل طه، مجلة عالم الفكر، العدد 3، المجلد 42، يناير- مارس 2014م، ص 256.
وأضيف تساؤلا بسيطا: تخيلوا كم سيبلغ عدد هذه المصطلحات اليوم؟




















لائحة المصادر والمراجع
1- الإحكام في أصول الأحكام، ابن حزم الظاهري، دار الكتب العلمية،  بيروت، لبنان، د ط، د ت، مجلد 1.
2- حافظ وشوقي وزعامة مصر الأدبية، د. شوقي ضيف، مجلة فصول، مجلد 3، عدد 2 (يناير- فبراير- مارس) 1983م، (عدد خاص بشوقي وحافظ)، ج 2.
3- الحيوان، أبو عمر وبن بحر الجاحظ، تحقيق وشرح عبد السلام محمد هارون، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، ط 2، 1965م، ج 1.
4- الخصائص، ابن جني، تحقيق محمد علي النجار، دار المهدي، بيروت، ط 2، د ت، ج 3.
5- سر الفصاحة، ابن سنان الخفاجي، صححه وعلق عليه: عبد المتعال الصعيدي، مطبعة محمد علي صبيح وأولاده، مصر، د ط، 1953م.
6- طبقات فحول الشعراء، محمد بن سلام الجمحي، قرأه وشرحه أبو فهر محمود محمد شاكر، مطبعة المدني، مصر، د ط، د ت.
7- فلسفة اللغة العربية، د. عثمان أمين، الدار المصرية للتأليف والترجمة، (المكتبة الثقافية: 144)، مكتبة مصر، الفجالة، القاهرة، د ط، 1965م.
8- لسان العرب، ابن منظور، ضبط نصه وعلق حواشيه: د. خالد رشيد القاضي، دار صبح/إديسوفت، بيروت/ الدار البيضاء، ط 1، 2006م، ج 1.
9- اللغة العربية في مواكبة التفكير العلمي أو من وحي مجلة المباحث التونسية، د. محمد سويسي، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، ط 1، 2001م.
10- المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، ابن الأثير،  قدمه وحققه وعلق عليه: د. أحمد الحوفي ود.بدوي طبانة، مطبعة نهضة مصر، الفجالة، القاهرة، ط 1، 1959م، ج 1.
11- مجامع اللغة العربية وصناعة التعليم والتعريب والترجمة، د. هدى سالم آل طه، مجلة عالم الفكر، العدد 3، المجلد 42، يناير- مارس 2014م.
12- معجم المعاجم ( تعريف نحو ألف ونصف ألف من المعاجم العربية التراثية)، أحمد الشرقاوي إقبال، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، ط 1، 1987م، (الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر).
13- المقابسات، أبو حيان التوحيدي، حققه وشرحه: حسن السندوبي، المطبعة الرحمانية، مصر، ط 1، 1929م.                
 

  



     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق